سارة
المساهمات : 133 تاريخ التسجيل : 16/04/2008 العمر : 33
| |
سارة
المساهمات : 133 تاريخ التسجيل : 16/04/2008 العمر : 33
| موضوع: - ظـــاهــرة التسرب المدرسي - تابع- الخميس مايو 15, 2008 9:40 pm | |
| الأطفال ضحيا نزوات الكبار
قد يتعرض الأطفال في كثير من الأحيان إلى أخطار يرتكبها البالغين بقصد أو بغير قصد، فالحدث يكشف أخطاء الكبار في حق البراءة، ولعل أحرج ما يعنيه الأطفال وما ضاعف من معاناتهم ارتفاع عدد الأطفال المشردين والمسعفين الموزعين في مختلف دور الحضانة المنتشر في ربوع تراب الجزائر، والسبب في ذلك عدم تحمل الأولياء لمسؤولياتهم تجاه أولادهم لأنه وببساطة وجودهم ناتج عن دقائق شهوة وطيش شباب أو غريزة شيطانية، الأمر الذي خلف حسب إحصائيات أوردها وزير التضامن الوطني جمال ولد عباس، أن عدد الولادات غير الشرعية في الجزائر يبلغ ما بين 1100 و1200 مولود سنويا دون حساب الولادات غير المصرح بها ! وبحسب قول الوزير عبر منبر البرلمان في رد على سؤال لنائب حمس عن ولاية الشلف، فإن ظاهرة الولادات غير الشرعية تضاعفت بشكل مطرد خلال مرحلة سنوات الجمر في الجزائر، وأن عددا من هؤلاء الأطفال من صلب إرهابيين مجهولين.
أما عن العدد الإجمالي للأطفال غير شرعيين فقد قدر ما بين 3 آلاف و5 آلاف طفل مشرد، منهم من يتواجد بالشوارع وآخرين متواجدين على مستوى دور حضانة الأطفال المسعفة المقدر ما بين 10 و15 مركزا على مستوى القطر، هذا ما كشف عنه نائب رئيس جمعية الجزائر للطفولة السيد علي بحمان، مؤكدا أن المشاكل العائلية والعلاقات الجنسية غير الشرعية هي الأسباب المؤدية لتنامي هذه الظاهرة، وأضاف بحمان المراكز المنشرة عبر التراب الوطني تستقبل سنويا بين 30 إلى 40 طفل يتم التكفل بهم بين 3 إلى 5 أشهر ليتم فيما بعد دمجهم وسط عائلات، موضحا أن جل الأطفال نجموا عن علاقات غير شرعية ولأمهات عازبات.
معانات الأطفال لا تتوقف عند طيش العلاقات الغرامية أو الظروف المعيشية القاهرة، بل تتعدى حدود المنطق لتشمل ظاهرة الاعتداءات الجنسية، حيث تضاعفت في الآونة الأخيرة هذه الظاهرة، حيث سجلت قيادة الدرك الوطني 354 قضية متعلقة بالاعتداء الجنسي على الأحداث من الجنسين، 224 قضية معالجة كانت باستعمال العنف تم من خلالها توقيف 340 شخص منهم امرأة واحدة، كما ضم قائمة الموقفين 110 حدث. من جهة أخرى سجل 130 قضية اعتداء جنسي على الأطفال من دون استعمال العنف أوقف على إثرها 164 شخص من بينهم 67 حدثا. أما عن حالات الاغتصاب والمحاولات المشابه له ضد القصر فقد تم تسجيل 88 قضية.
وحسب الإحصائيات المسجلة لدى مصالح الشرطة القضائية فقد تم تسجيل سنة 2005 عدد 5091 طفل تعرض لعنف المجتمع في مقدمتهم 3038 طفل ضحايا العنف الجسدي أغلبيتهم ذكور، يليه العنف الجنسي الذي تعرض له 1472 ضحية مثلت البنات أغلبيتهم في هذه الحالة 838 فتاة مقابل 634 ذكر. ليبلغ ذات العنف أقصاه بإحصاء 28 طفلا قتلوا عمدا منهم 22 ذكر و6 فتيات. كما سجل حالات لظاهرة الاختطاف بتسجيل 139 حالة سنة 2005 و26 حالة بين شهري مارس وأفريل من 2006.
وفي ذات السياق جاءت دراسة مخبر التطبيقات النفسية والتربوية بجامعة قسنطينة لتشير إلى الانتشار الكبير لظاهرة التحرش الجنسي على الأطفال، حيث كشف أساتذة من المخبر عن إحصائيات لمصالح الشرطة القضائية تثبت التزايد في حجم الاعتداءات من سنة لسنة، حيث تم تسجيل أكثر من 3382 طفلا تعرض للعنف الجسدي خاصة داخل أسرهم، و5503 حالة عنف ضد الأطفال سنة 2002 من بينها 18 حالة قتل عمدي بعد تعرضهم لاعتداء جنسي من بينهم 12 ولد و 6 بنات بينما سجل في سنة 2003، حوالي 3213 حالة عنف من بينها 847 فتاة لمختلف أنواع الاعتداءات الجنسية، وحتى تعرضهم للخطف والضرب وبالتالي فإن نسبة 0,2 بالمائة من الأطفال والتي تقل أعمارهم عن 18 سنة يتعرضون إلى اعتداءات جنسية، علما وأن هذه النسبة تمثل الحالة المسجلة بينما ما خفي كان أعظم.
أطفال الجنوب...
الصحراء جنوب الجزائر الشاسع، الحديث عن أطفال الجنوب يقودنا لتسليط الضوء على عينة حيث يعيش آلاف الأطفال بالمناطق الحدودية والنائية معاناة حقيقية بسبب استفحال مظاهر التفكك العائلي والفقر والإهمال، بحيث تفتقر كل البلديات لمرافق الترفيه والتسلية ولا يجد الأطفال سوى اللعب في الشوارع أو التزحلق على كثبان الرمال والأسوأ البحث في النفايات المتراكمة أو العمل في ظروف سيئة.
هذا الموسم حرم أكثر من 620 طفل من الدراسة بسبب عدم تسجيلهم في سجلات الحالة المدنية ويتعلق الأمر ببعض أبناء عائلات قبائل التوارق بحي بني وسكت والمناطق الحدودية تيمياوين وبرج باجي مختار، وبعض أبناء قصور شمال ولاية أدرار، رغم جهود اللجنة الولائية الاستشارية للحالة المدنية، أطفال أدرار ضحايا نقص الرعاية الصحية، فبحسب مصادر متطابقة تم إحصاء أكثر من 6000 حالة مرضية في الوسط المدرسي عام 2004. من جهة أخرى بلغ عدد الأطفال المسعفين أكثر من 121 طفل منهم حوالي 80 طفلا يستفيدون من المنحة، و46 آخر من إعانات أخرى، فيما يحظى حوالي 117 طفل بتكفل الأسرة ويعكس هذا الارتفاع لعدد الأطفال المسعفين، استفحال مظاهر التفكك الأسري وانتشار البغاء وتجبر عدة أمهات عازبات على إهمال أطفالهن. وفي هذا الصدد تم إحصاء أكثر من 20 طفلا مهملا بمصلحة الأمومة والطفولة بأدرار.
رعاية صحية دون المستوى
في آخر الإحصائيات بلغت نسبة النمو الديمغرافي في الجزائر ما يعادل 11,63 % في الوقت الذي وصل فيه عدد السكان إلى 32 مليون نسمة. وقد أشارت الإحصائيات أن عدد أطفال في الجزائر خلال سنة 2004 بلغ 9 ملايين و600 ألف طفل، ما يترجم نسبة 30 % من المجموع السكاني.
ومن خلال هذه الإحصائيات اتضح أن نسبة الأطفال منخفضة، والسبب الرئيس في ذلك تراجع نسب الولادات، حيث بلغت 669 ألف مولود جديد خلال سنة 2004 يقابلها وفاة 30 ألف مولود جديد سنويا ما يمثل 45 حالة من بين ألف مولود، كما بقيت نسب الوفيات مرتفعة لدى الأمهات.
ويكون الأطفال ذوو الوزن الضعيف في الأسابيع الأولى للحياة معرضين لخطر متزايد للإصابة بالأمراض والوفاة وفي حالة بقائهم على قيد الحياة يبقون يعانون كثيرا من الأمراض ومن نمو عصبي غير عادي (اضطرابات في الرؤية، نتائج مدرسية رديئة، حالات أكثر للعجز الحركي الدماغي، الصمم، التوحد) إلى جانب بعض حالات الإعاقة مهما كان نوعها (حركية، عصبية، حسية، معرفية، سلوكية) والتي تتعب كاهل الأولياء. واقع مرير رغم عديد الحملات الصحية التي تقوم بها السلطات، يكاد يبقى مستوى الرعاية الصحية للأطفال من دون المستوى، فبرامج التلقيح لم تشمل النسبة المطلقة للأطفال، حيث تشير الأرقام إلى تسجيل 10 % من الأطفال الجزائريين لم يحصلوا على تلقيح ضد الكزاز كما أن الملقحين ضد "الديتليوليو" لم تتجاوز نسبتهم 60 %، وعن التلقيح ضد البوحمرون لم تشمل سوى 35 %.
أطفال الجزائر لم يسلموا من داء العصر السيدا حيث سجلت الإحصائيات الرسمية48 طفلا مصابا بالداء في الجزائر توفي منهم 33 منذ 1985، يتم توليد أغلبهم بالعاصمة من أمهات حاملات لفيروس. وعن دعم الأطفال المرضى تم مؤخرا الاتفاق على إنشاء لجنة فرعية مصغرة تنشط ضمن اللجنة الوطنية لمكافحة داء السيدا، مهمتها التكفل بالأطفال المصابين بهذا الداء بالجزائر، فيما قررت وزارة الصحة إنشاء 42 مركزا آخر خلال سنة 2006 حتى تكون التغطية شاملة لكل ولايات الوطن لتدعيم الـ 06 مراكز المتوفرة للكشف السري والمجاني. وهو ما يضمن الكشف المبكر عن الداء، أما عن الأدوية الخاصة بداء السيدا كشفت وزارة الصحة أنه هناك أكثر من 32 دواء مسجل على مستوى الوزارة تدخل كلها في إطار التكفل بمرضى الإيدز. وموازاة مع ذلك كشف البروفيسور ضيف أنه رغم توفر الأدوية المعالجة لداء السيدا والتي تتماشى مع سن الأطفال، تطرح إشكالية أخرى نعاني منها باستمرار على مستوى مستشفى القطار وتتمثل في التكفل بالأطفال المنحدرين من آباء مصابين.
ولكن الأخطر من كل هذا أن 30 % من أطفال الجزائر يعانون من سوء التغذية، نتج عنه تسجيل نحو 15 % من أطفال الجزائر يعانون من نقص حاد في الوزن. كما أفرزت هذه الوضعية حالات لتأخر في النمو الجسماني لهم، حيث يشكل الأطفال الذي يعانون من هذه الظاهرة 25 %. وباتت ظاهرة الإعاقة تسجل في السنوات الأخيرة أرقاما مقلقة، إذ تشكل نسبة الأطفال المعاقين الذين لا يتجاوز أعمارهم 15 سنة 2.5% من مجموع المجتمع الجزائري أي ما يعادل 800 ألف طفل يعاني من إعاقة، 40 % منهم من إعاقة الصم و20 % مكفوفون. وعلى خلاف لهذه الإحصائيات، أوضحت نتائج التحقيق الذي أنجزته الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي ''فورام'' أن 50 % من أطفال الجزائر يشكون سوء التغذية ونقصا في القامة والوزن.
هذه جزء من معانات شريحة من المجتمع الجزائري يعيشون على أمل تحقيق أحلامهم لغدا أفضل تسوده الحياة الكريمة، في وقت بلغت فيه خزينة الدولة مستوى لم تبلغه عبر تاريخها الحديث بتجاوزها 50 مليار دولار، ولعل آخر ما كشفت عنه إحدى الدراسات الأمريكية على أن ثروات الجزائر الطبيعية تكفي 300 مليون نسمة أي 10 أضعاف سكان بلادنا المحروسة في الوقت الراهن، للتذكير يمثل الأطفال ثلثي عدد سكان الجزائر يحلمون بغد أفضل تسوده التربية، التعليم، الترفيه، الصحة، التغذية والمستقبل زاهر. ولو توقفت الزمن وزاد به العمر وأصبحوا شبابا تبدأ قصة أخرى لشريحة تمثل أكثر من نصف سكان البلاد تعاني البطالة، التهميش، الإقصاء، واللامبالاة، ومن يقول العكس، سوف يصطدم بالواقع... واقع لا يرحم البقاء فيه لمن يصنع قدر الآخرين...!؟
.. | |
|