*** بسم الله الرحمن الرحيم-
. وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . - صدق الله العضيم ***
*- انجـــــــازاته وخــطــاباتـــه :
وجه من وجوه صدام الخفية
هناك جملة من الأعمال حدثت بأمر منه فى العقد الأخير من حياته ، لم كن مجرد خطابات ديماغوجية أو جماهيرية وإنما كانت قرارات طبقت على أرض الواقع ولم تتوقف أبدا، منها أنه أصدر قرارا بإسقاط الضريبة على أي تاجر يبني مسجدا، وكان مقدار سقوط الضريبة عن أموال التاجر بمقدار تكلفة تشييد المسجد أو عدد من المساجد.
آنذاك بإحدى البلدان العربية قام القائمون على الأمور بإغلاق أكثر من ستين مسجدا داخل عاصمة البلد، بدعوى أنها تخرج المتطرفين و الإرهابيين.
وفي الوقت الذي سارت فيه الدولة العربية و الإسلامية، خضوعا للمطلب الأمريكي، بالتخلي عن الجامعات ألشرعية وتغيير منهجها وإسقاط دروس منها، قام صدام ببناء المعاهد الإسلامية والكليات الشرعية.
ولصدام حسين قصة خاصة مع الدعارة ء بعد انتهاء حرب الخليج الثانية بهزيمة القوات العراقية أمام قوات الحلفاء وقعت العراق تحت حصار ظالم فل نظيره في التاريخ الحديث ، حيث تهاوى الاقتصاد العراقي وأصبح الناس يتزاحمون على كل مكان يتوقعون وجود طعام فيه ، وصارت الأم تعاين رضيعها أو طفلها يموت جوعا أمامها، واضطرت بعض النسوة إلى بيع عرضهن حتى تطعمن صغارهن ، علما أن العرب لعبوا دورا مهما في تزكية هذا الحصار امتثالا لأوامر بوش وخوفا من إغضابه .
وانتشرت الزنا واستفحلت الدعارة بالعراق وعلم صدام حسين بالأمر، فشكل مجموعة من المسؤولين الضباط وطلب منهم التباحث مع أحد العلماء المرموقين بالعراق في شأن جواز قتل العاهرات. وهذا ما كان إذ أفتى العالم بجواز هذا الفعل شرعا لحين انكفاف العاهرات عن فعلهن، ولم يمض يومان حتى بدأت عمليات التطهير، إذ تم قتل ما يناهز خمسين عاهرة ووضع جثثهن في إناءات بلاستيكية كبيرة أمام بيوتهن حتى يراهن الجميع.
كما صدر صدام حسين قرارا بمنع فتح أي حانة أو خمارة جديدة في العراق، وأمر بإغلاق العاملة منها وحول حانة كبيرة ببغداد إلى مسجد (جامع الحق )، علما أن الخمر والملاهي تعد المصدر ألثالث للدخل القومي بالعراق آنذاك.
وفتح صدام حسين باب مشاركة المرأة في الجيش ولكنه اشترط عليها شرطين اثنين: أن يكون لباسها ساترا محتشما وأن تضع الحجاب الشرعي على رأسها.
منع صدام حسين قص الشعر على شاكلة الشباب الغربي، ومن ضبط من الشباب بإحدى هذه القصات الشبابية الغريبة صار عليه أداء غرامة ضخمة (20 ألف دينار عراقي) بدعوى الاشتباه بالكفرة في حلق الرأس.
وفي نهاية 1994 أصدر قرارا بإقامة حد السرقة، كما شدد صدام حسين في عقوبة اللواط. فقد أمر بإلقاء ثلاثة من فدائيي صدام (وهم من نخبته وجنده الخاص ) من أعلى مبنى في مدينة البصرة كتعزيز لهم على جريمة اللواط.
أمر صدام حسين بمصادرة أملاك كل من يدعي كذبا وبهتانا، نسبه للنبي وأهل البيت، وذلك للحد من ابتزاز الناس.
وفي إطار محاربته لليهود ككيان مزروع بالبلاد العربية، أصدر صدام قرارا يلزم كل شركة تتعامل مع العراق أن توقع على شرط يمنعها من التعامل مع الكيان ا لإسرائيلي، وهذا في إطار سعيه لمحاربة الصهيونية رغم الحصار الاقتصادي المضروب على العراق آنذاك، علما أن إحدى الدول العربية في ذلك الوقت بالضبط، عملت على إغاثة إسرائيل اقتصاديا من خلال بيع منتجاتها للدول العربية الأخرى بعد تغيير علامة المنتجات ووضعها في اسمها مكان الكيان، اسم الكيان الصهيوني، وأغرقت الأسواق العربية بها. آنذاك انتهت مهمة مكتب المقاطعة العربية الذي كان شعلة في تفعيل المقاطعة العربية للشركات التي تتعامل مع الكيان الصهيوني.
وأصبحت كل دولة عربية تتبرأ منه وتبدي انزعاجها هن العمل الذي يقوم به، وصارت الشركات الممنوعة تكتسح السوق العربية برغبة حكومية خضوعا لأوامر واشنطن وضغوطاتها، واليوم ها هي"ماكدونالدز"، على سبيل المثال لا الحصر، تنتشر في العالم العربي كانتشار البقالة.
وفي سنة 2003 أصدر صدام حسين قرارا ينص على أن كل عضو في حزب البعث يلعب القمار يطرد منه أيا كان موقعه ورتبته ويسجن ثلاث سنوات، ثم صدر قرار يمنح لكل شخص أراد تشييد مسجد حق اقتناء مواد البناء بنصف سعرها المطبق في السوق .
المحاكمة:
افتقرت محاكمة صدام حسين إلى أبسط أنواع العدالة من طرف محكمة أقيمت بقرار من الاحتلال الأمريكي في ظله وتحت رعايته... وتميزت باغتيال ثلاثة من محامي هيئة الدفاع وتناوب ثلاثة قضاة وإعلان القاضي الأول عن استقالته لوجود ضغوط أمريكية وعراقية عليه.
أعدم صدام حسين بعد محاكمة شهد العالم أنها لم كن نزيهة، وإنما كانت محاكمة سياسية بكل معنى الكلمة، فقاضيها خصم للمتهم وشهودها مأجورون ونيابتها العامة جاءت للتأثير فقط ودفاعها ظل مكبلا مقيدا ومهددا بالتصفية الجسدية على الدوام، لا يستمع إليه ولا يلتفت إليه.
ورغم كل هذا أبدى صدام حسين قدرا كبرا من الثبات والعزة والأنفة وقوة الشكيمة ورباطة الجأش لم يسبق أن عرفها العالم الحديث في حاكم من حكام العرب. وظل كذلك حتى لحظاته الأخيرة، رافضا وضع قناع الموت قبل الإعدام، يواجه لحظة الرحيل الأبدي بشجاعة لم يكن ينتظرها جلادوه، وبقي ثابتا شامخا، لقد ظل منتصرا حتى آخر لحظة في حياته.
أرادوا إعدام الرئيس صدام حسين في غفلة من التاريخ، لكنهم بفعلهم هذا أدخلوه شهيدا متن التاريخ، ورموا بأنفسهم من حيث لا يحتسبون في مزبلة التاريخ:
أعدم الرئيس صدام حسين إذن في ظل غياب القانون والشرعية الدولية والعدل. وفي ظل سيادة الخذلان العربي الرسمي
في لحظة مواجهة الموت المحقق تألق صدام حسين وبدا جلادوه أشد خوفا منه، بالرغم من أنه كان مكبل اليدين والرجلين.
لم يكن الهدف هو كسر عنق صدام حسين ولكن كسر عنق العرب والمسلمين، حتى لا ترفع هامتهم ثانية مهما حدث و إلى الأبد.
*****- لاحـــــــظ مـرة أخرى صــورة مـعـبرة-***** هل خان صدام حسين شعبه بهروبه وتركه لقمة سائغة للأمريكيين ؟: لقد قيل الكثير حول هذه المسألة ، بل ذهب البعض إلى الحديث عن صفقة آخر لحظة ، وظلت كل هذه الأقاويل تخويفات مبنية على أوهام وقرائن غيرمتبوثة.
لكن تصريح "بريماكوف" في مؤتمر صحفي حسم الموقف بعد سقوط بغداد بخمسة أيام . إذ قال بأنه خلال لقائه بصدام حسين ، قلت له : يجب أن تجنب بلدك الدمار والكوارث وتستسلم أنت، وليس من طريقة إلا أن تترك الحكم لغيرك لكنه فاجأني قائلا: "لقد قلتم مثل هذا الكلام في حرب 1991 ثم ربت على كتفي فتركني وخرج.
وفي مقابلة مع قناة الجزيرة في أبريل 2003، قال الدكتور ظافر العاني: قبل ثلاثة أيام وقعت معركة شرسة في الأعظمية (حي ببغداد) بين القوات الأمريكية والعراقيين وكان صدام حسين يقاتل بنفسه معهم ... وقد أخبرني من سمع صدام يقول وهو يتحرق: لقد غدروا بي.. ويقصد تسليم بغداد من طرف قادة حزبيين وسياسيين وعسكريين باعوا بلادهم ومبادئهم إلى أمريكا.
ومهما يكن من أمر، فما كانت مصلحة صدام حسين في أن يخرج من بغداد بالمهانة التي لن ينساها له التاريخ والأجيال وقد عرضت عليه أسهل المخارج قبل المعركة مباشرة، نذكر منها مبادرة دولة الإمارات ومبادرة روسيا والسعودية وعروض أمريكا ووعود الأمان وعدم المطالبة القانونية من طرف بوش، ورئيس وزراء بريطانيا لكنه رفض كل هذه العروض باستعلاء.
لقد كان الطريق ممهدا أمامه ، كان بإمكانه القبول وأن يعيش طليقا غير طريد لكنه ظل على موقفه . ***- عــشــت دوما في قلوب المـخلـصــين-*** ....